كنت في أول أيام الثورات العربية سجين , في السجن السياسي بالحائر حتى
مضى اكثر من سنة على الثورة السورية , في بداية الثورة التونسية لم نتوقع حدوث نتائجها بهذا الشكل , وبعد الثورة
المصرية زاد التعتيم الإعلامي داخل السجن تم على أثره إلغاء قناة العربية
والإخبارية السعودية والإم بي سي , إلى أن
سقط حسني مبارك , فلا لج الجناح بالتكبير وفرحنا كثيرا بسقوط فرعون مصر
كان تفكيري يدور كيف سوف تتصرف السلطة الحاكمة في بلدي المملكة
العربية السعودية وهل سيتعلمون من التاريخ
الحي المشاهد أمامهم ويتعظون بعد أن عجز تاريخ الثورة الفرنسية والإيرانية و
اليمنية والانقلابات عام 1952 في مصر و ليبيا عم 1969 وغيرها من الثورات على الملكيات من التأثير على الملكية السعودية والإتعاظ فقوة المشاهدة اكثر تأثير على الإنسان من القراءة في التاريخ
عودة الملك مسرعا بعد سقوط حسني مبارك بعث في الأمل أننا سوف نستريح
وتتحقق الإصلاحات السياسية خصوص بعد توزيع
مليارات الدولارات وانه سيلحق بها إصلاح سياسي وإطلاق نوع من الحريات و لن يكون
هناك سجناء رأي في المستقبل
كنت منقطع عن أخبار الحراك والنشاط السياسي لا أعلم ما يدور في الخارج
إلا مايخص نشاط المعتقلين وما يتسرب إلينا من أخبار تأتي للبعض أثناء الزيارة وكنت
اركز على الأعمدة في الصحف وما يتناوله
بعض الكتاب دفاعا عن السلطة كجمعة حنين وخطاب السبعين ومبادرة محمد الودعاني وما ينقله الإعلام الرسمي من وجهة نظر السلطة
ولكني كنت أقرأ ما بين السطور
وأعلم ان الثورات العربية
ستحدث نقلة في الوعي عند المجتمع السعودي الكن هل ستحدث نقله و وعي عند المسؤول
كان الأمل ما زل موجود ان الإصلاحات
قادمة لتجنيب البلد شر الفوضى التي تعقب
الثورة وترتيب البيت بدل الهدم وإعادة
البناء
بعد خروجي من السجن تلاشى الأمل وحل محله الإحباط فاغلب النشطاء
يحاكمون والأخرين ينتظرون الدور والحراك
في القطيف وصل إلى قتل المتظاهرين كان لدي
نوع من تصديق الرواية الرسمية ان هناك مسلحين
وكنت اعتب على هؤلاء المسلحين الذي يفسدون حراك المدنيين السلميين حتى
شاهدت مقطع لقتل متظاهرين لم يكونوا مسلحين
علمت ان الحكام في بلدي بلداء لا يتعظون من التاريخ المقروء ولا
التاريخ المشاهد انهم يدفعون البلد
ونظامهم الحاكم إلى الهاوية مزيد من القمع
والتنكيل والاعتقالات هذه السياسة. الكل يعرف نتائجها لن تكون نهاية فكرة
الإصلاح بل السجون تزيد الإنسان قناعة بضرورة الإصلاح وتنشر
فكرة الإصلاح ولكن الذي أخشاه ان هذه
السياسة ستدفع الناس للفوضى
لم يكن الوضع العام العالمي
يسمح لمزيد من البطش ولم يكن الوضع الداخلي
يسمح لمزيد من الاحتقان الموجود من قضية المعتقلين شعور
النظام الحاكم بالرعب والهلع من مصير زين الهاربين و حسني مبارك و علي والقذافي
جعل النظام يتخلى عن جميع القيم الإسلامية او يصغي للناصح او حتى يلتفت
لسنن التاريخ في تعامله مع الحراك وخصوصا مع النساء وما تعرضن له من تعذيب واعتقال
بسبب تظلمهن من اعتقال أزواجهن وأبنائهن
تعسفيا
النظام الحاكم مثل الذي يقول أنا كما أريد أو لا احد يكون . في
اعتقادي النظام يسير في طريق الزوال وهذا فيه مجازفة باستقرار البلد فالنظام
الحالي اعتقد انه من دعائم الاستقرار اذا اصغى للمطالب الشعبية وخطر يهدد الاستقرار والأمن والسلم الداخلي واستقرارالاقتصاد العالمي بصفته اكبر مصدر للبترول اذا
استمر بنهج الاستبداد وسياسة القمع والاعتقال
كتبها/محمد عبدالله العتيبي