لعبة المراوغة.
من فنون التذاكي التي مارسها الليبراليون السعوديون وبعض العامة في مباركتهم للانقلاب العسكري في مصر هي محاولاتهم البائسة لتبرير طمس الشرعية والعدالة والحرية وصناديق الاقتراع التي طالما ملاؤا الدنيا ضجيجا لأجلها. فقد انصهرت أمام حكم الإخوان الشرعية وتغيرت معالم الديمقراطية واختلفت ملامح الحرية وأصبح صندوق الاقتراع غلطة ارتكبها نحو 13 مليون مصري صوتوا لانتخاب مرسي سابقا !!
ويستمر المتحاذقون في لعبة التبرير بالدخول في سلسلة من المراوغات التي لا يقبلها عقل مستمع بسيط فضلا عن مبحر في الديمقراطية. يتذاكون فيقولون الشعب لا يريد مرسي, الم تشاهدوا ميدان التحرير ؟!! ونقول شاهدنا ميدان التحرير وتجولت أعييننا في القاهرة فشاهدنا رابعة العدوية أيضا !! إلا إذا كان المعتصمون في رابعة العدوية أصناما أو فضائيون فهذا شأن آخر !! وأما ما يقال عن عدم رغبة نسبة من الشعب في الرئيس الحالي فماذا نسمي الـ 49 % الذين صوتوا لمنافس الرئيس اوباما السيد رومني , ولماذا لم يعتصموا في التايمز سكوير مثلا لأنهم لا يريدون اوباما ؟!!! إنها شرعية الصندوق أيها السادة ..
ويراوغ آخرون بلعبة الطائفية التي طالما تشدقوا بمحاربتها فيقولون مرسي يبني تحالفا مع الشيعة في مصر لأنه (استقبل ) الرئيس الإيراني نجاد ولا اعرف هل فاتهم استقبالات قام بها آخرون من دول الجوار تجاوزت الاستقبال إلى الحفاوة والسير يدا بيد تألفا وانسجاما !! وأي لقاء يرغب فيه رئيس دولة يرمى بالحذاء ويتعرض لإحراج شديد يجعله يقطع حديث الجانب الآخر قائلا " هذا الحديث مكانه الجلسة المغلقة " !!. كما أن من يتابع لا يجد سببا مقنعا لاحتفالات الشيعة عامتهم وخاصتهم وإعلامهم وصحافتهم بالانقلاب على مرسي , مرسي الحليف كما تصورونه ؟!!
وتستمر لعبة المراوغة فيتحدثون عن حلف آخر لمرسي مع إسرائيل وأمريكا !!! فكيف يكون حليفا لإسرائيل وأمريكا من كان حليفا لإيران فيعودون للقول بأن إيران وأمريكا والمعسكرين الشرقي والغربي كتلة واحدة ؟!! ولا اعرف هل كانت الحرب الباردة التي استنزفت ميزانيات الدول مداعبة بين المعسكرين أم مجرد مزحة ثقيلة ؟!! كيف أصبحت أمريكا وروسيا أصدقاء ومن خلفهما إيران وإسرائيل !! إلا أن للمراوغة فنون , فيتحدثون عن بيع سيناء لإسرائيل وخيانة الأخوان لفلسطين بتسهيلات قدمت لإسرائيل وعندما تطلبهم ما يثبت يهربون كالفئران متحججين بان إسرائيل لن تفرط في أي وثيقة تدينها أو تدين حلفاؤها !! أذن كيف علمتم بكل هذا أيها الخارقون ؟؟
يقولون فيما يقولون الم تشاهدوا موقف أمريكا وتحفظها على الانقلاب العسكري وعزل الرئيس مرسي ؟!! ويظن احدهم انه جاء بالخبر اليقين وان الضليع في الديمقراطية سيتلعثم أمام هذه الحجة الدامغة. نسي رؤوس الحرية ودعاة الديمقراطية أبجدياتها فتعلقوا ببيت العنكبوت فزادهم وهنا على وهن . ألا تعلم عزيزي المواطن الذي لا صوت لك في بلدك حتى في انتخاب مستشار وزير فضلا عن وزير أو رئيس وزراء أن صوت المواطن الأمريكي أثمن ما تملك الإدارة الأمريكية ؟!! انه أثمن من برميل النفط الذي تظن انك امتلك واشنطن به عندما صدرته لها. هل تتخيل حجم الخسارة الفادحة التي سيمنى بها رئيس منتخب في الولايات المتحدة عندما يبارك هكذا انقلاب ويسحق إرادة الصندوق الذي جاء به إلى الحكم ؟!! أم هل تتخيل أن الحزب الذي جاء منه الرئيس الأمريكي ديمقراطيا كان أم جمهوريا سيسمح له بارتكاب هكذا حماقة قد تكلف الحزب خسارة الحكم لعقود ؟!! كل كلمة ينطق بها رئيس أمريكي تشكل خارطة طريق له ولحزبه في رحلة البقاء في البيت الأبيض أو البحث عنه مجددا . ولا يلام متحاذق من قومي يأتي بمثل هذه الحجة فحكومته تضرب بكرامته عرض الحائط عندما تحرم عليه حمل لافته في الشارع في بلده وتبارك انقلاب عسكري على رئيس منتخب شرعي في بلد آخر.
إذا كان الرئيس المصري محمد مرسي ارتكب أخطاء فإن غيره ارتكب جرائم منعكم عن سماع دويها قرع الطبول . ثم إن فشل رئيسٍ ما ليس مبررا لهذا الانقلاب العسكري والعبث بالشرعية . كان يمكن حشد هذا الفضول الخليجي والدولي في مصر للضغط على الرئيس مرسي للتعجيل بانتخابات مبكرة بدلا من الدخول في لعبة قذرة تعزل رئيس منتخب شرعي لازالت أصوات الملايين تهتف بشرعيته حتى هذه اللحظة, لكنكم تتظاهرون بعدم سماعها وتسمونهم بأبواقكم الإعلامية الكاذبة "جماعات مسلحة إرهابية " تقتل الشعب المصري !! ليتكم اكتفيتم بالتذاكي والمراوغة بل إنكم اختلقتم الأكاذيب ولازلتم لتبرروا تخليكم عن مبادئ ظننا يوما أنكم تعتنقونها لكن هذا الحدث جاء ليفضح فكركم ورفضكم لكل ما يمت لأي تيار إسلامي بصلة حتى لو كانت (حرية) أو (شرعية) أو (انتخاب) أو (ديمقراطية ) لا لشيء إلا لأنها قدمت بالطريقة الإسلامية .....
تحسسوا رؤوسكم ...
Shehryz@
July/ 7/ 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق