الأربعاء، 20 فبراير 2013

التغيير سنة كونية


التغيير
جعل الله   لكل شيء طبيعته الخاصة به وقدر لها مجموعة من السنن والقوانين  وهذه السنن لا يمكن تغيرها
كما قال الله تعالى
)فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً(

التغيير سنة من سنن الله في الأرض ,  فإذا نظرنا في هذا الكون, وجدنا هناك تغيير ثابت بدون جهد الخلق لتحقيقه, وتغيير يتطلب جهداً من المخلوقات
(التغيير الثابت)
مثل تغيير فصول السنة وهي سنة كونية تمر كل عام , والنباتات تتغير وتتجدد بالفصول في السنة , والخلق يتغيرون, فكل المخلوقات على الأرض تتبدل ومن يعيش في قرناً من القرون لا يعيش في القرون الأخرى, وبأكثر تأملاً نجد هناك كثيراً من السنن .
(التغيير الذي يتطلب جهداً من المخلوقات)
لابد المجاهدة في تحقيق هذه السنن مثل تكاثر المخلوقات, و تغيير الإنسان طباعة وعاداته  تتطلب الجهد فالمعرفة مرتبطة بالتعلم وفي رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما أذن الله له بالرسالة  قال أقرأ ليتعلم فالتعليم  يحتاج مجاهدة  مع قدرت الله سبحانه وتعالى  تحقيق هذه السنن بدون المجاهدة, بالمعجزات, كما تحققت
للأنبياء صلوات الله  وسلامه عليهم.
كذلك تغيير الأنظمة الحاكمة  سنة من سنن الله  مهما اجتهد الحاكم وحصن نظامه بالبطش فالدول لا تدوم  والحكومات تتبدل  لكنها تحتاج المجاهدة لتحقيق سنة الله  الماضية بإرادته فالو نظرنا للتاريخ وجدنا كثير من الأنظمة الحاكمة مرت مع التاريخ  وقد يهتم البعض  بحدث التغيير نفسه دون الانتباه إلى  سنة الله الماضية في الأرض  وقد قترن زوال الأنظمة الحاكمة بالظلم والفساد من المترفين من الملوك وأعوانهم وحاشيتهم
)وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا(

الله سبحانه وتعالى يصطفي من عبادة من يحقق سنة الله في الأرض بزوال الأنظمة الفاسدة التي لا  تحاول تمديد عمرها الافتراضي بالرجوع لسيادة الشعوب وقد ذكر بن خلدون ان للدول عمر كعمر الإنسان  و بحدود  120 سنة والحقيقة التاريخية تثبت ان هناك مسالك لتمديد عمر الممالك وتعتبر
النرويج, والمملكة المتحدة, وهولندا ,  من اقدم الملكيات, و سبب طول عمر هذه الملكيات تحولها للدستورية ورجوعها لسيادة الشعوب  حيث تحولت
( والنرويج عام 1814م) (المملكة المتحدة عام 1688 ) وهولندا عام 1848 )
إلى ملكيات دستورية .
من الطبيعي في العلاقة بين الحاكم الظالم والمحكوم عندما يصادر الحاكم حقوق الشعب و يقف جامد أمام متطلبات الشعب يكون هناك رفض من فئة داخل الشعب  ثم يتطور حتى يصل لكثير من الشعب تكون أغلبية رافضة صامتة خائفة لكن عندما تنفجر ثلة من الرافضين تتكسر حواجز الخوف فيأتي طوفان الشعب  الذي لا تنفع معه الاتفاقيات والمعاهدات والعمالة للقوى الكبرى ولا  الإصلاحات لفرعونية كما حدث في الثورة الإيرانية والثورات العربية وغيرها  حتى تقتلع الطغيان المعاند ان الإصلاحات والاستجابة للشعوب في قوة الأنظمة هي من يمدد عمر الأنظمة  وليست طريقة فرعون عند ما رأى العذاب امن  فالثورات الشعبية لا يمكن تداركها بعد تجريب القمع والقتل والسجون ومن الأفضل للحكام الاستجابة للشعوب وهم في عز قوتهم لأن مطالب الشعوب لا تموت بالقمع والسجون والقتل ولا بطول طريق النضال فمصيرها ( للانتصار   )
ان مقاومة الحاكم الظالم للتغيير والبطش بالمناضلين هي مقاومة سنن الله وبطش بمن اختاره الله واصطفاه التحقيق سنن الله في الأرض . الحكام الأذكياء هم من يستوعب هذه السنن والقوانين والبلداء يستمرون في عنادهم وطغيانهم وغرورهم  حتى يلقون مصير حكام شهدت سنن الله و التاريخ على مصيرهم بالزوال .,,

كتبها / محمد العتيبي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق